محتوى المقال
*بسم الله الرحمن الرحيم*
*من أين يمكن أن نبدأ الحديث عن هذه الشخصية الاستثنائية؟*
فكل زاوية تفتح لنا زاوية أخرى، وكل باب يؤدي إلى دهليز أعمق، وكأننا أمام محيط معرفي لا ساحل له… شخصية تتشابك فيها الخيوط العلمية والفكرية والتاريخية لتكوّن نسيجاً ثقافياً لا يتكرر بسهولة.
*إنه الأستاذ الكبير بوهادي أحمد حسين المطلق؛* الرجل الذي لا تعرف عطاءاته حدوداً، ولا تتوقف رغباته في المعرفة عند محطة واحدة.
سبحان الله… كَنَهَرٍ لا ينقطع جريانه، و كبحرٍ متلاطمٍ تتوالى أمواجه في اتجاهات متعددة، ولكنه على كثرتها يبقى ثابتاً راسخاً لا يُضيع بوصلته.
*باحث قدير… وموسوعي نادر*
يعرفه النخب جيداً، ويعرفه كل من تذوّق لذة المعرفة؛
لديه إصدارات نوعية، واهتمامات واسعة تجعل من الجلوس معه رحلة فكرية لا تُنسى.
فهو باحث موسوعي جمع بين علومٍ متفرقة، ولكنه أعاد تشكيلها في داخله كمنظومة واحدة متناسقة.
*تاريخ… آثار… جغرافيا… ديانات… علوم طبيعية… فكر…*
اهتماماته إذا عُدّت طالَت، وإذا فُصّلت أدهشت:
• التاريخ وما يتفرع عنه من *الآثار والعلوم وتاريخ الجغرافيا.*
• قراءة الديانات والمذاهب *من مصادرها الأصلية* لا مما يكتب عنها الآخرون؛ حتى انه ختم الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، واطلع على النصوص *الكونفوشيوسية والهندوسية.*
• شغف باللغات واللهجات وخرائط انتشارها وتصنيفها.
• تعمّق في *علم الأحياء* وتاريخ الجينات البشرية.
• إلمام رصين بجيولوجيا المنطقة وطبقاتها وخصائصها.
• اهتمام دقيق *بـ الجيومورفولوجيا:* تاريخ الأشكال الأرضية، توزيعها، وسيرة الجبال والهضاب والسهول.
• وقد امتد فضوله إلى *علم الفلك؛* إذ اعتاد أن يفترش سطح المنزل، يحدّق في السماء، ويتفكر في خلق الله الدقيق.
*خبير طقس معتمد*
نال لقب خبير ومحلل طقس من مركز مشكاة في القصيم، بفضل كتاباته الرصينة في هذا المجال، ليضيف هذا على رصيده العلمي بعداً آخر من الشمول.
*تاريخ الفكر… وأجنحة الثقافة*
اهتمام خاص بـ تاريخ الفكر الإنساني، وخصوصاً الفكر الأوروبي وتطوراته، مع وعي نقدي يجمع بين القراءة والتحليل والربط.
*منهج يتطور… وشخصية تُبهر*
لم تتشكل رؤيته دفعة واحدة، بل نمت عبر *عجينة معرفية* واسعة، وخبرات طويلة، وتأملات لا تهدأ… حتى صار اليوم قامة ثقافية فريدة لو قدّرت المنطقة ما عنده لانتفعت به، ولأثمر وجوده مدارس من الباحثين والمهتمين.
*إن الحديث عن بوهادي أحمد حسين المطلق ليس وصفاً لشخص، بل احتفاءٌ بعقلٍ يصنع المعرفة، وروحٍ لا تزال تلهث وراء الحقيقة، ورجلٍ جمع من العلوم ما يجعله مكتبةً تمشي على قدمين.*
ولعل الأجدر بنا أن نستفيد من هذا الرصيد الثقافي الكبير، قبل أن تتبدد تلك الكنوز في صدور الرجال.
تحياتي لكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بوعبدالمحسن
صالح بن عبدالله السماعيل
11 ديسمبر 2025