محتوى المقال
أسدل الستار على *مؤتمر ملتقى تاريخ وحضارة الخرج عبر العصور* بعد أيام حافلة بالحضور الفكري والتفاعل الثقافي والمشاركة المجتمعية، في مشهد عكس الوعي المتنامي بقيمة الخرج التاريخية ومكانتها الراسخة ضمن خارطة التراث الوطني.
جاء *الملتقى* بوصفه مساحة معرفية مفتوحة، أعادت قراءة تاريخ *الخرج* من زوايا متعددة، وأبرزت أدوارها المتعاقبة في مسيرة الدولة، مستعرضة ما تختزنه المحافظة من شواهد حضارية وإنسانية تشهد على استمرارية العطاء وتراكم التجربة عبر القرون.
وقد أسهمت مشاركات الباحثين والمتخصصين في تسليط الضوء على الخرج باعتبارها إحدى البيئات المبكرة للاستقرار البشري والزراعي في قلب الجزيرة العربية، مستفيدةً من عناصر طبيعية وتاريخية أسهمت في تشكيل هويتها الاجتماعية والثقافية المميزة، وجعلتها مركزًا فاعلًا في مجالات الزراعة والمعرفة والحركة التجارية.
وأجمع المتحدثون على أن الخرج تجاوزت كونها رقعة جغرافية، لتغدو فضاءً حضاريًا أسهم في بناء الإنسان، وترسيخ منظومة القيم، وحفظ الإرث الثقافي والاجتماعي الذي شكّل جزءًا أصيلًا من الذاكرة الوطنية.
كما تناول الملتقى أهمية العناية بالتاريخ المحلي بوصفه أحد مرتكزات تعزيز الهوية الوطنية، وضرورة ربطه بمستهدفات الرؤية المتجددة، عبر تحويل الموروث التاريخي والثقافي إلى مورد معرفي وتنموي، يواكب متطلبات الحاضر ويخاطب تطلعات المستقبل، دون التفريط بأصالة المكان وملامحه المتجذرة.
*وفي ختام الفعاليات،* أكد الحضور أن الملتقى مثّل إضافة نوعية للمشهد الثقافي المحلي، ورسالة واضحة بأن الخرج، بتاريخها المتراكم وإنسانها الواعي، تمتلك القدرة على تقديم نموذج حضاري يجمع بين عمق الجذور وحيوية الطموح، ولم يقتصر أثره على الطرح العلمي فحسب، بل خرج بجملة من *التوصيات المهمة والقيمة* التي تخدم المجتمع، وتُعزز المصلحة العامة الوطنية، وتسهم في تطوير مسارات البحث والتوثيق والعناية بالتراث المحلي.
*ويبقى ملتقى الخرج* شاهدًا حيًا على أن هذه المحافظة ليست مجرد ذاكرة تُستعاد، بل *مسيرة حضارية متواصلة،* يصوغها أبناؤها بوعي، ويورثونها للأجيال بوصفها جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الوطن وهويته.
أخوكم
*صالح بن عبدالله السماعيل*
عضو الجمعية التاريخية السعودية